سورة لقمان - تفسير تفسير التستري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (لقمان)


        


{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (22)}
قوله: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} [22] قال: من يخلص دينه للّه عزّ وجلّ ويحسن أدب الإخلاص، {بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى} [22] وهي السنة.
قوله: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} [18] أي لا تعرض وجهك عمن استرشدك الطريق إلينا، وعرفهم نعمتي وإحساني لديهم.


{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)}
قوله: {وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً} [34] أي ما له وعليه في الغيب من المقدور فاحذروه بإقامة ذكره والصراخ إليه، حتى يكون هو المتولي لشأنهم، كما قال: {يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ} [الرعد: 39].
قوله تعالى: {وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [34] قال: على أي حكم تموت من السعادة والشقاوة، ولذلك قال الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تغرنكم كثرة الأعمال فإن الأعمال بالخواتيم».
وكان يقول: «يا ولي الإسلام وأهله ثبتني بالإسلام حتى ألقاك به»، وقال: «يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك»، مع ما أمنه اللّه من عاقبته، وإنما قال ذلك تأديبا ليقتدوا به، ويظهروا فقرهم وفاقتهم إلى اللّه عزّ وجلّ، ويتركوا السكون إلى الأمن من مكره، ولذلك قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ} [إبراهيم: 35] وقال يوسف عليه السلام: {تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101] فهذا كله تبرّ من الحول والقوة بالافتقار إليه، كما قال: {لَوْلا دُعاؤُكُمْ} [الفرقان: 77] أي تبريكم من كل شيء سواي قولا، وقال: أنتم الفقراء إلى اللّه عزّ وجلّ.

1 | 2